الصحيفة الإخبارية – Corporate Communications
اقتصادية ثقافية-
التصنيفات
إنفيديا.. استراتيجية طموحة للسيطرة على كعكة الذكاء الاصطناعي
تعد شركة إنفيديا الأميركية لصناعة الرقائق من أهم الشركات التقنية، والتي تمتعت بعام حافل حتى الآن بعد أن تجاوز أداء سهمها التوقعات، وزادت قيمتها السوقية بأكثر من 2 تريليون دولار بحلول نهاية الشهر الماضي.
في فبراير الماضي أعلنت شركة “إنفيديا”، ارتفاع أرباحها إلى 12.3 مليار دولار في الربع الأخير بفضل إيرادات قياسية مدفوعة بالطلب على رقائقها لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي.
ووفقًا لتقرير حديث نشره موقع “بيزنس إنسايدر”، سلط الضوء على مدى استفادة الشركة من تطور الذكاء الصناعي، فإن الطفرة الأخيرة جعلت من إنفيديا واحدة من أكبر ثلاث شركات من حيث القيمة السوقية، خلف أبل ومايكروسوفت.
ويشرح التقرير الفرص المتاحة أمام الشركة الأميركية لتعزيز حضورها، بالإشارة إلى الفرص التي يقدمها التقدم في الذكاء الاصطناعي، لا سيما أنه يشمل مجالات تتجاوز التكنولوجيا، مثل الرعاية الصحية والتمويل.
وتحتاج تلك المجالات وحدات معالجة الرسوم، لتشغيل تقنية الذكاء الاصطناعي، وبما يدعم الطلب على منتجات الشركة.
ولكن التقرير أفاد بأن الرقائق ليست هي نقطة التركيز الوحيدة؛ إذ تبحث إنفيديا في مكان آخر للاستفادة من نفوذها الحالي في ثورة الذكاء الاصطناعي الأخير، حيث تعمل الشركة على توسيع بصمتها في رأس المال الاستثماري، وضخ الأموال في الشركات الناشئة التي تطبق الذكاء الاصطناعي على مجموعة واسعة من الصناعات.
استثمارات جديدة
وفي هذا السياق، أشار تقرير موقع “بيزنس إنسايدر” إلى تحليل أجرته شركة ديلوجيك، وهي شركة بيانات تخدم الشركات المالية، كشف عن أنه في العام الماضي، استثمرت إنفيديا في ما يقرب من ثلاثين شركة ناشئة.
وقد كشفت صحيفة وول ستريت جورنال، التي نشرت لأول مرة عن استراتيجية الاستثمار لشركة إنفيديا، أن ذلك المعدل كان أكثر من ثلاثة أضعاف عدد الاستثمارات التي قامت بها الشركة في عام 2022.
تتراوح مجالات اهتمام إنفيديا من البرمجيات إلى الأدوية والرعاية الصحية.
في شهر مايو، حصلت شركة Moon Surgical على 55.4 مليون دولار من دعم المشروع بقيادة مشتركة من أحد الأذرع الاستثمارية لشركة إنفيديا.
في ملف لجنة الأوراق المالية والبورصات الشهر الماضي كشفت إنفيديا أيضًاعن أن لديها حصصاً في شركات صغيرة تطبق الذكاء الاصطناعي.
تُظهر بيانات مالية أن استثمارات إنفيديا بلغت قيمتها حوالي 1.55 مليار دولار اعتبارًا من يناير، مقابل 300 مليون دولار عن العام السابق.
من خلال الاستثمار في المشاريع التي تركز على الذكاء الاصطناعي، تغذي إنفيديا أيضًا الحاجة إلى الرقائق القيمة التي تصنعها.
رهانات إنفيديا
من جهته، أوضح خبير تكنولوجيا المعلومات، العضو المنتدب لشركة IDT للاستشارات والنظم، محمد سعيد، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، أن الرقائق الإلكترونية الخاصة بشركة إنفيديا، يتم الاعتماد عليها في جميع تخصصات مجال تكنولوجيا المعلومات، وبينما يمكن للشركة التوسع نحو تقنيات أخرى لكن تظل الرقائق هي الأساس.
وأكد أن هناك تقنيات أخرى تراهن عليها إنفيديا خلال الفترة المقبلة، منها على سبيل المثال:
الـ Quantum Computer وهو واحد من مستقبلات الحوسبة ويبشر بسرعات هائلة في إجراء عملياتها.
الحوسبة السحابية Cloud computing والتي تعد من أهم التقنيات واسعة الانتشار في الوقت الحالي، والتي توفر عددًا من الخدمات الحاسوبية المتكاملة.
الألعاب الحسابية GeForce وهي من أنشطة الألعاب الأونلاين وتعد واحدة من التقنيات التي تراهن عليها إنفيديا.
الميتافيرس وهو واحد من المجالات المستقبلية التي مازالت لم تحصل على مكانها، ومن المتوقع أن تركز عليها إنفيديا خلال الفترة المقبلة. كما من المتوقع أن يكون لها وجود كبير مستقبلاً وأن تكون إنفيديا صاحبة حضور واسع في تفاصيل الصناعة.
وأشار خبير تكنولوجيا المعلومات، في معرض حديثه مع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إلى الطفرة الكبيرة التي شهدتها إنفيديا أخيراً كشركة رائدة في تطوير المعالجات المساعدة للرسوم، مشيراً إلى أنه بالتزامن مع طفرة الذكاء الاصطناعي، أبدت إنفيديا جاهزيتها لاستغلال تلك الطفرة وطورت من أدواتها الاستثمارية والتقنية، كما انتهزت الفرصة لتطور من أعمالها بشكل كبير.
وبيّن أن إنفيديا ظهرت في وقت كان مطلوب فيه قدرة حوسبية هائلة أكبر من قدرات الكمبيوتر، وكانت جاهزة بمعالجات الرسوم التي تنتجها، وبالتالي انتهزت الفرصة فورا واستطاعت أن تواكب طفرة الطلب على الحوسبة العالية لمعالجات الرسوم.
وأشار إلى أن إنفيديا أجرت عديداً من الشراكات مع شركات أخرى، وحاولت الاستحواذ على واحد من أهم مطوري المعالجات مثل آرم لكنها لم تستطع ذلك، بينما نجحت في إجراء شراكات مع شركات أخرى كبرى، كما دشنت منصات تستفيد من طفرة الذكاء الاصطناعي، وأن تقدم منتجات للمؤسسات باستخدام الذكاء الاصطناعي.
السر وراء طفرة إنفيديا
قال المدير التنفيذي لشركة VI Markets، أحمد معطي، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن إنفيديا ركزت على التكنولوجيا والتوسع في أنشطتها بداية من الرقائق الإلكترونية، بحيث أن تتوسع بعد ذلك نحو عدة أنشطة أخرى مساعدة.
وأضاف أن شركة إنفيديا قامت بوضع قدميها في العالم وأثبتت أنها من أكبر شركات الرقائق الإلكترونية، التي أصبحت تدخل في كل استخدامات التكنولوجيا الحديثة، لذا فالشركة تركز على تصنيع الرقائق وتتوسع فيها وتزود من مصالحها وأدواتها، كما تركز على الذكاء الاصطناعي.
وتوقع أن تركز إنفيديا خلال الفترة المقبلة على المجال الطبي بشكل خاص، فإذا استخدمت فيه الذكاء الاصطناعي ستفيد البشرية، وتحدث تحولًا كبيرًا.
وأرجع المدير التنفيذي لشركة VI Market، الطفرة التي أحدثتها الشركة أخيراً إلى دعم الإدارة الأميركية هذا القطاع الذي أدركت أنه الأهم، لتجعل الطريق مفتوحة أمام الشركات وإزالة العقبات، وهو ما يحدث مع إنفيديا.
وأوضح أن الإدارة الأميركية كانت تعتمد على تايوان في شراء الرقائق الإلكترونية، لتوافر أكبر شركة فيها، وخوفًاً من الوقوع في مشكلة واستغلالها من قبل الصين مما يعطل سلاسل الإمداد في العالم بالكامل اهتمت الإدارة الأميركية بدعم القطاع، مشيرًا إلى أنها أصبحت توجه الشركة لفتح مصانعها والتوسع بالدول الأخرى، ومتوقعًا أن يستمر الاعتماد على إنفيديا بالتصاعد بعد أن اجتاح الذكاء الاصطناعي العالم كله.
تمكنت كل من إنفيديا (التي ارتفعت قيمتها 95 بالمئة) وميتا بلاتفورمز (التي ارتفعت قيمتها 46.6 بالمئة) من التفوق على على نظرائهما وسط ما يعرف باسم “العظماء السبعة”، بما يعكس شهية المستثمرين المفتوحة على الذكاء الاصطناعي.
في الأسابيع القليلة الماضية، حلت إنفيديا محل شركة تسلا بعد أن أصبحت أسهم شركة الرقائق المتطورة هي الأكثر تداولا في وول ستريت من حيث القيمة.
تصل القيمة السوقية لشركة إنفيديا حاليا إلى أكثر من تريليوني دولار، متخلفة عن أبل ومايكروسوفت.