الصحيفة الإخبارية – Corporate Communications
اقتصادية ثقافية-
التصنيفات
الأسواق العالمية.. من صيف دافئ إلى خريف عاصف مباشرة!
شهدت الأسواق العالمية أخيراً موجات بيع متزامنة عنيفة، أسفرت عن خسائر حادة طالت القطاعات كافة تقريباً، وذلك بعد صدور تقرير الوظائف الضعيف يوم الجمعة الماضي في الولايات المتحدة عن شهر يوليو، والذي أثار مخاوف جديّة بشأن احتمالات دخول الاقتصاد في حالة من الركود، ما شجّع موجة من التراجعات الحادة في الأسواق المالية.
أظهر تقرير الوظائف الذي نشرته وزارة العمل الأميركية أن النمو في عدد الوظائف كان أضعف من التوقعات، مما أثار قلق المستثمرين حيال قوة الاقتصاد الأميركي وقدرته على الاستمرار في نموه الحالي.
التقرير جاء في وقت حساس، حيث كان المستثمرون يترقبون أي إشارات قد توحي بقدرة الاقتصاد على تحمل الضغوطات الاقتصادية والمالية في ظل الأزمات العالمية المتعددة.
تقرير الوظائف المخيب للآمال أظهر أن أصحاب الأعمال أضافوا 114 ألف وظيفة في يوليو، أي أقل من التوقعات التي كانت عند 175 ألف وظيفة.
كما ارتفع معدل البطالة إلى 4.3 بالمئة بما يفوق توقعات الاقتصاديين بأن يظل هذا المعدل دون تغيير خلال الشهر عند 4.1 بالمئة.
تأثرت الأسواق الأوروبية بشدة جراء المخاوف من حدوث ركود اقتصادي أميركي، وهو ما انعكس في تراجع أسهم الشركات الكبرى، خاصة تلك الأكثر تعرضاً للأسواق الأميركية بشكل كبير.
ويخشى المحللون أن تؤدي أي علامات أخرى على الهشاشة في الاقتصادات الكبرى إلى تقلبات جديدة. فقد دفع التباطؤ في ألمانيا الشهر الماضي المحللين إلى التحذير من الركود، في حين أدى رفع أسعار الفائدة من جانب البنك المركزي الياباني إلى هبوط أسهم مؤشر نيكي بنحو 2216 نقطة، أو ما يقرب من 6%، يوم الجمعة.
وول ستريت تحت الضغط
وفي وول ستريت، خسر مؤشر داو جونز الصناعي أكثر من ألف نقطة تقريباً، كما تهاوى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 3 بالمئة، ليسجل أسوأ أداء يومي منذ العام 2022، وأدنى مستوى في ثلاثة أشهر. كما تراجع مؤشر ناسداك بنسبة 3.43 بالمئة.
وبحسب تعبير رئيس الاستثمارات في شركة جنرالي لإدارة الأصول، أنطونيو كافاريرو، في صحيفة “فاينانشال تايمز”، فإن السوق انتقلت فجأة “من يوم صيفي دافئ إلى الخريف مباشرة”.
وكانت وول ستريت خلال التعاملات، قد قلصت بعض خسائرها الثقيلة بعد أن جاءت بيانات قطاع الخدمات الأميركي الصادرة عن معهد إدارة التوريدات أعلى قليلا من التوقعات.
كانت عمليات البيع واسعة النطاق، حيث هبطت أكثر من 95 بالمئة من أسهم مؤشر ستاندرد آند بورز 500، لكن شركات التكنولوجيا الكبرى التي قادت معظم ارتفاع السوق في وقت سابق من هذا العام كانت من بين الأكثر تضررا. وهبطت أسهم إنفيديا بنحو 15 بالمئة في التعاملات المبكرة، قبل أن تغلق منخفضة بنسبة 6 بالمئة.
أسهم التكنولوجيا من بين الأكثر تأثراً بالتراجعات، حيث شهدت انخفاضات حادة. لا سيما وأن أسواق التكنولوجيا تعتبر من أكثر الأسواق حساسية للتغيرات الاقتصادية، حيث تستثمر الشركات الكبرى في هذا القطاع مبالغ ضخمة في الابتكار والنمو.