الصحيفة الإخبارية – Corporate Communications
اقتصادية ثقافية-
التصنيفات
أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم تزود منصات النفط والغاز بالطاقة المتجددة
طرح أكبر مزرعة رياح بحرية عائمة في العالم نموذجًا للدمج بين تقنيات الطاقة المتجددة والوقود الأحفوري، بتوفيرها إمدادات الكهرباء اللازمة لتشغيل منصات بحرية معنيّة بتطوير النفط والغاز.
وتستعد شركة إكوينور النرويجية لبدء إنتاج الكهرباء من مزرعة “هايوايند تامبن” ببحر الشمال النرويجي، خلال الربع الثالث من العام الجاري (2022)، وفق صحيفة إليكتريك (electrek).
وتشتهر النرويج بكونها تشهد تطورات على صعيد قطاعات الطاقة النظيفة؛ كونها رائدة بصناعة السيارات الكهربائية الفردية، وتملك خططًا تتعلق بالرياح البحرية، وتوليد 30 غيغاواط منها بحلول 2040، جنبًا إلى جنب مع صدارتها لدول أوروبا الغربية كأكبر منتجي النفط والغاز، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
تفاصيل أكبر مزرعة رياح بحرية
لا تعدّ مزرعة “هايوايند تامبن” أكبر مزرعة رياح بحرية عائمة في العالم فقط، بل إنها الشرارة الأولى للصناعة بالنرويج أيضًا، ومن المقرر أن تُزوّد المنصات البحرية للنفط والغاز بالكهرباء.
تضم أكبر مزرعة رياح بحرية 11 توربينًا، تبلغ قدرة كل منها 8.6 ميغاواط، وبطاقة إجمالية للمزرعة تصل إلى 94.6 ميغاواط، عكفت شركة إكوينور على تركيب 4 توربينات منها حتى الآن.
تقع مزرعة “هايوايند تامبن” على مسافة 140 كيلو مترًا أمام الساحل النرويجي، بعمق مائي ما بين 260 و300 متر.
ويبلغ ارتفاع الهياكل الخرسانية للمزرعة 107.5 مترًا، وعقب تركيب التوربينات تستقر تلك الهياكل على مسافة 90 مترًا تحت الماء.
ويوفر تشغيل أكبر مزرعة رياح بحرية بالعالم، والأولى من نوعها بالنرويج، لشركة إكوينور امتلاك 47% من طاقة الرياح العائمة عالميًا.
وبحسب الشركة، تعدّ أكبر مزرعة رياح بحرية بمثابة “بالونة اختبار” لاستكشاف تقنيات تطوير الرياح العائمة والتوربينات كبيرة الحجم وكيفية التركيب ومدى نجاح الاعتماد على بنية تحتية خرسانية.
ويأتي المشروع في إطار شراكة بين إكوينور من جهة، ومالكي حقلي “سنور” و”غولفيكس” الواقعين في بحر الشمال النرويجي، وبدأت أعمال البناء والتصنيع عقب قرار الاستثمار النهائي المُعلن في أكتوبر/تشرين الأول عام 2019.
تختبر أكبر مزرعة رياح بحرية بالعالم -التي تصل تكلفة استثماراتها إلى 488 مليون يورو (تتجاوز 513 مليون دولار أميركي)- مدى التكامل بين الطاقة المتجددة ومنصات الوقود الأحفوري.
ومن المقرر أن توفر مزرعة “هايوايند تامبن” الكهرباء النظيفة المولدة عبر الرياح البحرية بصفتها إحدى صور الطاقة المتجددة لحقول النفط والغاز ببحر الشمال النرويجي.
وتتيح قدرات توربينات المزرعة تلبيتها 35% من الطلب السنوي على الكهرباء لنحو 5 منصات بحرية معنية بتطوير النفط والغاز في حقلين بحريين (سنور إيه، سنور بي، وغولفيكس إيه، غولفيكس بي، غولفيكس سي).
وأوضحت إكوينور أنه خلال الأوقات الموسمية التي تشهد خلالها سرعة الرياح معدلات متزايدة يُتوقَّع توليد معدلات كهرباء أعلى من التقديرات التي أعلنتها الشركة.
ومن جانب آخر، تعمل أكبر مزرعة رياح بحرية على خفض معدلات توليد الكهرباء من الغاز على الصعيد المحلي بالنرويج، ما يسهم في خفض الانبعاثات بمعدل 200 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهو معدل يقارب انبعاثات 100 ألف سيارة.
وبالإضافة لذلك، قالت إكوينور، إن خفض الاعتماد على الكهرباء المولدة من الغاز لصالح كهرباء الرياح البحرية النظيفة من شأنه تعويض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وانبعاثات أكسيد النيتروجين المُنتَجة من حقلي “سنور” و”غولفيكس” بمعدل ألف طن سنويًا، وفق الموقع الإلكتروني للشركة.
الخطط المناخية للنرويج
يمثّل إعلان تطورات أكبر مزرعة رياح بحرية عائمة بالعالم، والأولى من نوعها في النرويج، الكثير للخطط المناخية للدولة الواقعة شمال أوروبا، إذ يُشكّل خطوة مهمة في سبيل تحقيق أهدافها المناخية، لكنه أثار علامات الاستفهام كون إنشائها يهدف لتزويد منصات نفط وغاز بحرية بالكهرباء.
وتحتل النرويج المرتبة الـ7 بين أكبر المُسهِمين بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالميًا، ما يتطلب اتخاذها إجراءات قوية للوفاء بالتزاماتها وتعهداتها المناخية.
ورغم أداء النرويج الجيد في مجالات السيارات الكهربائية والرياح البحرية، فإنها -أيضًا- تعدّ أكبر مُنتجي النفط والغاز في أوروبا الغربية، وتُشكّل المنتجات النفطية 40% من صادراتها.
والتزمت أوسلو بخفض الانبعاثات بنسبة 55% بحلول عام 2030، غير أنها اتخذت منحى مخالفًا لدول الاتحاد الأوروبي، بالتأكيد على عدم وجود لديها للتخلي عن أعمال التنقيب عن النفط والغاز، وأن عملية انتقال الطاقة لديها ستكون تدريجية.
وأقرّت بموافقتها على خطط رفع ضريبة الكربون إلى ألفي كرونة نرويجية للطن المتري الواحد، غير أنها تلقّت دعوات من منظمات دولية تطالبها بوقف أعمال التنقيب الجديدة بصورة فورية، وخفض معدلات الإنتاج الحالية.