الصحيفة الإخبارية – Corporate Communications
اقتصادية ثقافية-
التصنيفات
الألعاب الإلكترونية.. مليارات تنمو بعيداً عن ضجيج الأسواق
تحقيق: حازم حلمي
غدت ألعاب الفيديو والألعاب الإلكترونية جزءاً حقيقياً وواقعياً في حياة كثير من أفراد المجتمع في مختلف أرجاء العالم، فقد بلغ عدد الذين يمارسون هذه الألعاب، حسب «مايكروسوفت» 3.2 مليار لاعب حول العالم هذا العام، 2022، وسيصل إلى 4.5 مليار بحلول عام 2030.
سوق الألعاب الإلكترونية بدأ ينمو بشكل لافت في الآونة الأخيرة، وبشكل مبالغ فيه، بعد اتجاه الكثير من الدول والشركات إلى تبنّي استراتيجيات لاقتناص الفرص في الاستثمار بهذا السوق الضخم، وقد وصل حجم سوق الألعاب الإلكترونية وألعاب الفيديو إلى أكثر من 203 مليارات دولار عام 2020، ومن المتوقع أن يبلغ حجم هذا السوق نحو 546 مليار دولار عام 2028 بمعدل نمو سنوي مركب نسبته 13.2% خلال هذه الفترة.
وكشف تقرير حديث أعده موقع «نيو زوو»، عن أعداد لاعبي الفيديو والألعاب الإلكترونية حول العالم، تصدر آسيا الدول ب1.750 مليار لاعب، بينما يوجد في الشرق الأوسط وإفريقيا 490 مليون لاعب، وفي أوروبا 430 مليون لاعب، وفي أمريكا اللاتينية 315 مليون لاعب، وفي أمريكا الشمالية 219 مليوناً.
ألعاب تنتشر في الإمارات:
ألعاب الواقع الافتراضي
الألعاب الكلاسيكية
ألعاب الكونسول
ألعاب الهاتف المحمول
الرياضات الإلكترونية
محبو الرياضات الإلكترونية في بعض الدول العربية، كالإمارات والسعودية ومصر، لهم دور كبير في تعزيز وصناعة هذه الرياضة، التي بدأت تنتشر شيئاً فشيئاً، بين الشباب، ويجني من خلالها مدمنو الألعاب الملايين من العوائد سنوياً، كما يشاهدها الكثير عبر المنصات الرقمية، حيث تتجاوز قيمة صناعة الألعاب الإلكترونية في الدول الثلاث 820 مليون دولار، والنصيب الأكبر في هذا السوق للإمارات والسعودية، اللتين بدأتا برعاية منتخبات للألعاب الإلكترونية.
كما وصلت عائدات الدول الثلاث خلال العام الماضي 2021، من هذه الألعاب إلى أكثر من 1.7 مليار دولار، مع توقعات بأن تنمو الإيرادات خلال السنوات الثلاث المقبلة لتصل إلى أكثر من 3 مليارات دولار.
يقول المستشار سعيد علي الطاهر، الأمين العام لاتحاد الإمارات للرياضات الإلكترونية: «إن سوق الألعاب الإلكترونية وألعاب الفيديو يشهد نمواً كبير داخل دولة الإمارات في الآونة الأخيرة، بعدما لجأ إليه الكثير من أفراد المجتمع، ودخول العنصر النسائي هذا المجال حديثاً».
وأضاف في حديثه ل«الخليج»: «سيتجاوز معدل الإنفاق في صناعة ألعاب الفيديو والألعاب الإلكترونية في دولة الإمارات حاجز المليار درهم، 367 مليون دولار، خلال العام الجاري، كما أن الإيرادات ستكون بشكل أكبر لما كانت عليه سابقاً، مقارنة بإيرادات الألعاب التقليدية».
وأشار إلى أن اتحاد الإمارات للرياضات الإلكترونية ينظم العديد من البطولات العالمية والمحلية، أهمها، بطولة العالم للرياضات الإلكترونية، وبطولة الاتحاد العالمي للرياضات الإلكترونية، ومهرجان الإمارات للرياضات الإلكترونية، وبصدد إطلاق الموسم الأول من الدوري الإماراتي للرياضات الإلكترونية الذي سيستقطب العديد من الفرق ومحترفي الرياضة في الدولة.
بصمة عربية
في عام 2009 قامت مجموعة شباب أردنيون بإطلاق موقع «جواكر» لألعاب الورق العربية، والذي يمكّن اللاعبين من الاتصال مع أصدقائهم وتكوين صداقات جديدة أثناء اللعب على الإنترنت، وبعد نجاحه، وقعت «twofour54» هيئة المنطقة الإعلامية بأبوظبي، في عام 2011 اتفاقية استثمار مالية مع «جواكر» مكّنت الشركة من تعزيز استفادتها من التوسع المتسارع الذي شهده قطاع ألعاب الإنترنت خلال العقد الماضي.
وفي نهاية سبتمبر/ أيلول عام 2021، أعلنت «twofour54» عن بيع شركة «جواكر» للمجموعة السويدية «ستيل فرونت»، المتخصصة في قطاع الألعاب الإلكترونية، وقدرت قيمة صفقة الاستحواذ ب753 مليون درهم، تعادل 205 ملايين دولار، وتعد أكبر صفقة استحواذ بالعالم العربي في قطاع الألعاب الإلكترونية.
«الميتافيرس» شريك
وقال سعيد علي الطاهر: «المعارض والفعاليات الإلكترونية التي تنظمها الدولة، لها دور كبير في تعزيز صناعة الألعاب الإلكترونية في المنطقة، كما تُطلع عشاق ومحبي الألعاب والمهتمين بصناعتها على أحدث المعدات والألعاب والأجهزة المتطورة، وأيضاً ألعاب الواقع الافتراضي».
وكشف أن «الميتافيرس» سيعزز بقوة صناعة الرياضات الإلكترونية في المستقبل، لكنه لن يسيطر عليها كما يشاع، موضحاً أن العملات المشفرة لم تدخل بعد بشكل كبير في هذه الصناعة، وهناك دراسات وتحليلات تقدم من أجل الاستثمار بالعملات المشفرة، وهي في مراحل متقدمة، كما أن المطورين ينتظرون دخول الشركات للاستثمار وانتظار النتائج التي ستتحقق، وبعدها سيقررون دخولها للأسواق من عدمه.
مساهمة المراكز المحلية
نجح مركز أبوظبي للألعاب والرياضات الإلكترونية باستقطاب فريق «نيجما جالاكسي»، الحائز على بطولة العالم للرياضات الإلكترونية.
وسيساهم مركز أبوظبي للألعاب والرياضات الإلكترونية في المنطقة الإبداعية «ياس»، والمخصص لعرض أحدث التقنيات، وأفكار محتوى الألعاب والتطوير الفني، في زيادة محتوى الألعاب من خلال تسهيل الوصول إلى الشركاء من الناشرين والمبدعين والمواهب المستقلة حول العالم.
كما أطلقت شبكة «أتاريوس»، شريك مبادرة أبوظبي للألعاب والرياضات الإلكترونية، عملتها الرقمية الجديدة «ATRN» بهدف تأسيس منظومة متكاملة للألعاب الإلكترونية المدعومة بتقنية «البلوك تشين»، لتكون العملة الأولى من نوعها في المنطقة.
ومن خلال العملة والمنصة، سيتمكن مطورو الألعاب في المنطقة من تطويره باستخدام أحدث تقنيات الترميز، وسيتاح للاعبين تحقيق الأرباح المادية من خلال خيارات «اللعب مقابل الربح».
وكانت شركة «روبوكوم في آر»، أعلنت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عزمها افتتاح أكبر مركز للرياضة الإلكترونية وألعاب الواقع الافتراضي «مجمع بكسول للألعاب» في الواجهة المائية، وعلى مساحة تقدر ب4500 متر.
وقال كريم إبراهيم، المؤسس المشارك لمجمع «بكسول» والمدير التنفيذي ل«روبوكوم في آر» ل«الخليج»: «صممنا المجمع ليلبّي تطلعات محبّي الألعاب الإلكترونية، مع مجموعة مميزة من ألعاب الواقع الافتراضي، والألعاب الكلاسيكية وألعاب الكونسول، وألعاب الهاتف المحمول والرياضات الإلكترونية، إلى جانب المساحات المجهّزة لاستضافة مهرجانات الألعاب العالمية».
وأضاف: «يحتوي المجمع على واحدة من أكبر مساحات الألعاب في المنطقة مع شاشة «LED» قياس 78 متراً مربعاً، ومدعومة بنظام متطور للصوت، ويهدف المجمّع الجديد إلى تمكين مجتمع الألعاب الإلكترونية الاحترافي وتشجيعه في الشرق الأوسط والارتقاء بقدرات أبطال هذه الرياضة على المستوى العالمي».
وكشف كريم إبراهيم، عن إطلاق أول أكاديمية مرخّصة في المنطقة للألعاب الإلكترونية وألعاب الواقع الافتراضي، تضم فصولاً دراسية لتدريب الفرق والأفراد المحليين والدوليين، مشيراً إلى أنهم بصدد العمل على استضافة بطولات عالمية في المجمع الذي يتسع ل 800 شخص.
الملجأ خلال الجائحة
جائحة «كوفيد19» وضعت الاقتصاد العالمي على المحك، بسبب صعوبة السفر والتنقل، لكن بخلاف الكثير من القطاعات الاقتصادية، ربما كانت الألعاب الإلكترونية أبرز الناجين من معركة كورونا المرهقة التي لجأ إليها جيل الشباب أثناء جلوسهم في بيوتهم.
ولاستهداف هذا الجيل واستقطابه لمنصاتها، تسعى «مايكروسوفت» لإتمام صفقة شراء «أكتفيجن بلزارد» التي تعتبر من أكبر شركات ألعاب الفيديو في العالم، مقابل 69 مليار دولار، بحلول العام المقبل 2023.