الصحيفة الإخبارية – Corporate Communications
اقتصادية ثقافية-
التصنيفات
ليبيا وغينيا.. تعزيز التعاون الثنائي في مرحلة جديدة
في خطوة هامة لتعزيز التعاون الثنائي، اختتم وفد ليبي رفيع المستوى زيارة رسمية إلى جمهورية غينيا يوم الخميس، حيث ترأس الوفد وزير الشباب بحكومة الوحدة الوطنية المبعوث الخاص لرئيس الوزراء إلى إفريقيا فتح الله الزني، وضم الوفد، مصطفى أبو فناس، رئيس مجلس إدارة محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار.
وهدفت الزيارة إلى إعادة تنشيط الاستثمارات الليبية في جمهورية غينيا، واستكشاف فرص جديدة للتعاون في مختلف المجالات.
وقد حظي الوفد باستقبال حافل من المسؤولين الغينيين، حيث عقد سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى.
أبرز محطات الزيارة
لقاءات مثمرة: عقد الوفد لقاءات مع مسؤولين في وزارتي التجارة والصناعة والتخطيط والتعاون الدولي، وأكد الجانبان على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وأهمية تعزيز التعاون في ظل التحولات السياسية التي تشهدها غينيا.
إعادة إحياء مشروع “سيلجيديا”: ركزت الزيارة على إعادة تنشيط مشروع “سيلجيديا” الحيوي، الذي يضم مصنعاً ومزرعة، بعد صدور قرار المحكمة العليا في غينيا بإبطال مرسوم مصادرة المزرعة.
آفاق جديدة للاستثمار: بحث الجانبان فرص استثمارية جديدة في مجالات متنوعة، واتفقا على مراجعة الاتفاقيات المتعلقة بالاستثمار لضمان أسس قوية للتعاون في المستقبل.
دعم حكومي: أكد المسؤولون الغينيون استعدادهم التام لدعم الاستثمارات الليبية وتعزيز المشاريع المشتركة، معربين عن سرورهم باستعادة العمل في شركة سيلجيديا.
وتمثل هذه الزيارة خطوة هامة على طريق تعزيز العلاقات الثنائية بين ليبيا وغينيا، وفتح آفاق جديدة للتعاون والتنمية المستدامة.
وكان رئيس وزراء غينيا أمادو ووري باه، قد استقبل وفداً ليبياً رفيع المستوى برئاسة وزير الشباب الليبي المبعوث الخاص لرئيس الوزراء إلى أفريقيا فتح الله الزني رفقة رئيس مجلس إدارة محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار مصطفى أبو فناس، وبحضور وزير الشباب والرياضة الغيني بوغولا هابا.
وعبر رئيس الوزراء الغيني عن ترحيبه بالوفد ودعمه لوحدة ليبيا وتشجيعه لأي تعاون بين البلدين، وأكد أنه وجه جميع الوزراء المعنيين في اجتماع مجلس الوزراء الغيني إلى تقديم الدعم والمساندة لانجاح مهمة الوفد الاقتصادي الليبي.
وفي كلمته، أشاد القنصل الغيني في ليبيا بالجهود التي بذلت من أجل الترتيب لعقد هذا اللقاء، مشيراً إلى أن الوفد الليبي يمثل ثمرة مفاوضات طويلة جرت في العاصمة طرابلس من خلال عدة اجتماعات تم عقدها برعاية المحفظة خلال الفترة الماضية بالعاصمة طرابلس، موضحاً أن هذه الزيارة تعد الأولى على مستوى رفيع بين البلدين منذ 13 عاماً، معرباً عن شكره لرئيس الوزراء ورئيس الجمهورية الغيني مامادو دومبويا على دعمهما لهذه الجهود.
من جانبه، نقل وزير الشباب الليبي تحيات رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، إلى رئيس الوزراء الغيني والجنرال دومبويا رئيس الجمهورية، كما تطرق إلى اللقاءات التي جمعته بنظيره الغيني في ليبيا، والتي شكلت فرصة مثمرة لطرح عدة موضوعات من أهمها أهمية فتح آفاق الاستثمار بين البلدين، وتعزيز التعاون مع محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار، استجابة لتوجيهات السيد عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية.
كما أكد الزني أن هذه الزيارة تمثل محطة تاريخية مهمة بعد سنوات من الانقطاع، معرباً عن شكره لرئيس الوزراء الغيني على دعمه لحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، ومشيداً بموقفه التاريخي المتمثل في تعامله المباشر مع الحكومة، متمنياً أن يوجه السيد رئيس الوزراء أمادو ووري باه، القطاعات المختلفة للعمل على إنجاح هذه الزيارة.
وأشار وزير الشباب الليببي إلى اللقاء المُثمر الذي انعقد مع الشركة الغينية للنفط (سوناب) مؤكداً أن النقاشات ستستمر بين الفرق الفنية، واختتم بالإشارة إلى توجيه المحفظة لوضع خطة لإعادة تفعيل مزرعة سيلجيديا.
هذا وقد أعرب رئيس الوزراء الغيني عن شكره للوفد الليبي، مشيداً بالدور التاريخي لليبيا في دعم الاستقرار والتنمية في أفريقيا، ومشيراً إلى أن الأوضاع التي تمر بها ليبيا انعكست بشكل مباشر على القارة الأفريقية، مما يبرز المكانة المرموقة التي تحظى بها ليبيا على المستوى القاري، وأكد السيد أمادو ووري باه أنه أصدر تعليماته لتسهيل التعاون بين البلدين الصديقين ومعالجة أي عقبات أو صعوبات، وذلك فيما يتعلق بالتنسيق حول الملفات المشتركة مع غينيا، كما أشار إلى أن بلاده تواجه تحديات ناتجة عن مشاكل موروثة، مما يستدعي تعزيز التعاون المشترك لمواجهتها، وأكد إلتزام غينيا بالتعاون مع حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، مشيراً إلى ضرورة مواجهة التحديات المشتركة بروح أخوية، وداعياً الوفد الليبي للشعور وكأنهم في وطنهم الثاني.
وفي ذات السياق أيضا، استقبل وزير الشؤون الخارجية والتكامل الأفريقي والغينيين المقيميين في الخارج موريساندا كوياتي، وفداً حكومياً ليبياً رفيع المستوى برئاسة وزير الشباب بحكومة الوحدة الوطنية والمبعوث الخاص لرئيس الوزراء في أفريقيا فتح الله الزني رفقة رئيس مجلس إدارة محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار مصطفى أبو فناس.
وأكد الوزير الغيني في مستهل اللقاء على عمق العلاقات التاريخية بين ليبيا وغينيا، مشيراً إلى أن “ليبيا هي دولة واحدة” كما أثنى على التعاون المستمر بين البلدين.
وأضاف الوزير الغيني قائلا: “أود أن أتكلم عن شركة سيلجيديا الليبية الغينية التي تعتبر زهرة التعاون بين البلدين، وأن أؤكد أنكم في بلدكم غينيا، وأن كوادرنا من الجانبين سيعملون معا للنهوض بهذه الاستثمارات المشتركة وأنه قد تم إبلاغ جميع الوزارات للتعاون والعمل معا”.
من جانبه، أعرب وزير الشباب الليبي عن شكره لحفاوة الاستقبال، ناقلاً تحيات رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الليبيين، وشدد في كلمته على موقف ليبيا الداعم لغينيا في مرحلتها الانتقالية، وعلى أن حكومة الوحدة الوطنية تؤكد احترامها لخيارات التغيير في الدول الأفريقية، فليبيا منذ استقلالها عام 1951 كانت تتوجه نحو أفريقيا، وكان خيار الشعب الليبي دائماً دعم الوحدة الأفريقية، مشيراً في حديثه إلى أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين، ومشيداً بمواقف غينيا التاريخية الداعمة للوحدة الوطنية الليبية.
كما قدم الزني دعوة رسمية لوزير الخارجية الغيني لزيارة طرابلس، مؤكدا على توجيهات رئيس حكومة الوحدة الوطنية المهندس عبد الحميد الدبيبة بالعمل على تعزيز الاستثمارات والمشاريع المشتركة في أفريقيا.
وجاءت هذه الزيارة كعلامة فارقة في تاريخ العلاقات الغينية – الليبية، وتأتي في إطار جهود البلدين لتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات، ولبحث استعادة الأصول الاستثمارية التابعة للمحفظة.
كما نُظم اجتماع استثنائي للوفد الليبي، بحضور عدد من الوزراء الغينيين، في خطوة غير مسبوقة خصصتها غينيا لتعزيز التعاون مع ليبيا، حيث شارك في اللقاء من الجانب الغيني كل من وزير الخارجية ووزير العدل ووزير الشباب والرياضة ووزير السياحة والثقافة بالإضافة إلى حضور المستشار الخاص لرئيس الجمهورية.
وحضر من الجانب الليبي كل من وزير الشباب المبعوث الخاص لرئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس إدارة محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار ومدير عام شركة لايكو وأعضاء الوفد.
ورحب وزير الخارجية الغيني بالوفد الليبي، مشيراً إلى أن جمع هذا العدد من الوزراء في مكان واحد ليس بالأمر المعتاد، ولكنه تم خصيصاً لإرسال رسالة قوية مفادها أن ليبيا تحتل مكانة استثنائية لدى غينيا، مضيفاً أن بلاده تسعى لتوطيد علاقاتها مع ليبيا عبر برامج تعاون مستقبلية، من بينها الإعداد لعقد اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين في سنة 2025.
من جهته، أعرب وزير الشباب الليبي والمبعوث الخاص لرئيس الوزراء إلى أفريقيا فتح الله الزني، عن تقديره لحفاوة الاستقبال، مشيراً إلى أن العلاقة بين ليبيا وغينيا تتجاوز المصالح التجارية لتستند إلى التضامن والمواقف المشتركة، مؤكداً أن هذه الزيارة تُتوج بخطوات عملية، منها الاتفاق على موعد للجنة الغينية الليبية المشتركة، وتبادل الوثائق بين الجانبين لتعزيز التعاون.
وفي ختام اللقاء، دعا وزير الخارجية الغيني إلى صياغة وثيقة نهائية مشتركة تشمل نتائج الزيارة، على أن يتم توقيعها من الأطراف المعنية، تأكيداً على عمق العلاقات بين البلدين.
هذا وأكد المحلل الليبي سامي رضوان في تصريح لـ”عين ليبيا” على أهمية متابعة الأصول الليبية في الخارج بدقة، مشدداً على ضرورة عمل الحكومة على توحيد مؤسساتها لتعزيز قدرتها على حماية مصالحها الخارجية.
ودعا رضوان إلى تطوير آليات قانونية ودبلوماسية فعّالة للحفاظ على الاستثمارات الليبية في الخارج، معتبراً أن استعادة المحفظة لمزرعة المانجو والأناناس في غينيا تُمثل خطوة إيجابية في مسار استعادة الأصول وتعزيز الاستثمارات الخارجية.
وشدّد رضوان على ضرورة مواصلة المحفظة جهودها في هذا المجال، والتغلب على التحديات التي تواجهها من أجل الحفاظ على ثرواتها وخدمة مصالحها الوطنية.
وفي سياقٍ ذي صلة، أعلنت “محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار” في مايو 2023 عن نجاحها في رفع الحجز عن فندق “ليدجر بلازا بانغي” ذي الخمس نجوم والمملوك لها في بانغي، عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى.
ويترأس مجلس إدارة محفظة ليبيا إفريقيا للاستثمار حاليا مصطفى أبوفناس وزير الاقتصاد سابقاً، والذي قام بتعيينه رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، وذلك لإجراء إصلاحات حاسمة في محفظة إفريقيا ليببا لتحقيق تقدم نحو أهداف الاستدامة الاقتصادية والاستثمارية والمساهمة في تعميق أثر ودور ليبيا في المشهد الأفريقي.
وتأسست محفظة ليبيا إفريقيا للاستثمار عام 2006، وتعمل المحفظة في مجال الاستثمار الدولي، والبحث عن فرص استثمارية وبناء محفظة متنوعة ومتوازنة تشمل الشركات العاملة في صناعات ومناطق متنوعة، إضافة إلى تحقيق عوائد طويلة الأجل ومستدامة.