الصحيفة الإخبارية – Corporate Communications
اقتصادية ثقافية-
التصنيفات
مصنعو أنظمة التشغيل يبحثون عن تحقيق أرباحهم من الخدمات والتطبيقات أكثر من الأجهزة
منذ 2007 حتى الآن، تم إنشاء سوق جديدة مختلفة عن سوق أجهزة الهواتف الذكية، وهي سوق التطبيقات الذكية التي باتت تمثل اقتصادا مستقلا بذاته ترتفع قيمته يوما بعد يوم، فقد حققت سوق الهواتف الذكية العالمية عائدات بقيمة 530 مليار دولار في الأجهزة والتطبيقات والخدمات، وشكلت الأجهزة أكثر من 85 في المائة من هذه الإيرادات والتطبيقات والخدمات الباقية، مع استمرار هضبة عائدات أجهزة الهواتف الذكية ودورات الاستبدال فترة أطول، وتبحث الشركات المصنعة للمعدات الأولية كالهواتف والساعات الذكية والملحقات والنظارات عن طرق لزيادة نموها، وفي حين أن نمو الأجهزة لا يزال متواضعا، إلا أن إيرادات الخدمات والتطبيقات كانت قليلة، لكنها نمت بشكل كبير، سواء من التطبيقات أو الإعلانات أو مزايا الشراء من خلال التطبيق أو الاشتراكات.
ونمت عائدات أجهزة الهواتف الذكية بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 4 في المائة خلال الفترة بين عامي 2015 و2021، بينما نمت إيرادات الخدمات والتطبيقات بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 23 في المائة لنظام iOS و12 في المائة لنظام أندرويد، وباتت إيرادات الخدمات والتطبيقات تمثل جزءا كبيرا من إيرادات iOS وأندرويد، وبحسب تقديرات شركة Counter Point للأبحاث ووفقا لمعدلات النمو الحالية، يمكن أن تتجاوز إيرادات تطبيقات وخدمات “أبل” عائدات الأجهزة بين عامي 2028 و2030، ويحافظ قطاع تطبيقات الهواتف الذكية على نفوذه المالي الملحوظ، حيث ارتفع إجمالي الإنفاق الاستهلاكي للربع 21 في المائة منذ بداية الوباء في الربع الثاني من 2020.
وتعليقا على تقديرات شركة الأبحاث، قال أسامة عصام الدين الخبير التقني في حديث خاص لـ “الاقتصادية”: “من الواضح للجميع أن نمو الأجهزة ما زال متواضعا بشكل كبير وباتت الشركات تبحث عن طرق ومصادر دخل أخرى، لأن معظم المستخدمين باتوا يمتلكون هواتف ذكية ولا يحتاجون إلى ترقيتها أو شراء هاتف جديد كل عام أو عامين أو حتى أكثر من ذلك، فالهواتف الذكية باتت قوية مقارنة بالسابق وأصبحت تصمد لثلاثة أو أربعة أعوام بسبب تطورها وقوة أدائها، لذلك فإن المستخدم بات يجد ضالته في هاتفه الذي يلبي كل احتياجاته دون أي معاناة، فلذلك باتت الشركات بالفعل تبحث عن طرق أخرى لذلك قد نرى خدمة مقدمة من “أبل” على سبيل المثال تتطلب اشتراكا مدفوعا لاستخدام هواتف وأجهزة “أبل”، وقد يفعل بعض الشركات اشتراكات مشابهة لاستخدام أجهزتها.
وتابع: “شاهدنا اهتمام أبل وشركات أخرى كثيرة بتقديم خدمات مدفوعة للمستخدمين، أي: إنه بدلا عن بيع الأجهزة فقط مرة واحدة، يتم وضع اشتراك بمبلغ معين للحصول على خدمة مميزة، ليشترك فيها ملايين المستخدمين ويقوموا بدفع مبلغ للشركة، ولو كان مبلغا بسيطا شهريا، لكن هذا المبلغ سيكون مستمرا وسيمثل تدفقا نقديا أو سيولة ممتازة للشركة، فكل الشركات باتت تبحث عن الدخل من الخدمات أكثر من بيع الأجهزة فقط، خاصة أن المستخدمين يبحثون أيضا عما هو ما بعد الأجهزة، واليوم بما أن معظم الهواتف الذكية تأتي بعتاد قوي، لكن المستخدمون يبحثون عمن سيقدم لهم خدمات متكاملة وليس الجهاز فقط، وأتوقع أن يكون هذا نهج عديد من كبار مصنعي الهواتف والأجهزة الذكية في المستقبل”.
وتمثل متاجر التطبيقات جزءا كبيرا من عائدات الخدمات لكل من نظامي أندرويد وiOS، لكن نظام التشغيل iOS يتفوق كثيرا على أندرويد في الحصول على عائدات المتاجر غير التطبيقات، أي: الخدمات القائمة على الاشتراك المدفوعة من خلال باقة من خدمات “أبل” مثل Apple Music، وArcade، وTV +، وNews +، وiCloud، وCare +، وFitness +، وما إلى ذلك، ويمكن أن تولد الخدمات عائدا سنويا يبلغ 1200 دولار للمستخدم الواحد.
وحول إيرادات سوق التطبيقات عالميا خلال الربع الثاني من 2022، وبحسب شركة الأبحاث المخصصة لسوق التطبيقات DataAI، تجاوز إنفاق المستهلكين على التطبيقات 33 مليار دولار في الربع الثاني من 2022 وحده، وظل إنفاق المستهلكين على تطبيقات أندرويد ثابتا عند 11 مليار دولار، لكن رغم ذلك، فإن تطبيقات iOS قد شهدت نموا صحيا بنسبة 4 في المائة في إنفاق المستهلكين.
وأشار أسامة إلى أن “أبل” قد حصلت على الحزمة الكبرى من الاشتراكات أو المستخدمين القادرين على الدفع في الوقت الحالي، وهذا كان متوقعا بشكل كبير، لأن الشركة عملت منذ وقت طويل على الاستحواذ على هذا القطاع بشكل كبير جدا، ومن الواضح أن “أبل” حريصة حاليا على تنمية هذا القطاع، وأن يكون هو القطاع الكبير جدا المساعد لدخل الأجهزة والأيفون، وهي من أكثر الشركات التي أدركت ذلك مسبقا، لذلك اليوم وفي 2022، باتت الشركة تجني بشكل أفضل ومستمر، وهو الأمر الذي لا بد أن تعتمد عليه الشركة وعلى الخدمات، وهذا نهج كثير من الشركات، فعلى سبيل المثال، شركات البرامج والتطبيقات وغيرها باتت تلغي فكرة الاشتراك الأبدي أو الشراء مرة واحدة مدى الحياة وأصبحت تتحول نحو الاشتراكات الشهرية والسنوية للمحافظة على السيولة المستمرة التي تعد نهجا اقتصاديا ممتازا على المدى البعيد، وبالحديث عن “أبل” خصوصا، فقد حرصت الشركة على استغلال هذا الأمر بالطريقة الصحيحة عبر تكثيف خدماتها وتوظيفها لأفضل الكوادر في مجال التطبيقات والخدمات، وهو الأمر الواضح في النتائج الواضحة في الخدمات مثل “أبل تي في بلس”، و”آي كلاود” والألعاب أبل ميوزك وغيرها من الخدمات.