الصحيفة الإخبارية – Corporate Communications
اقتصادية ثقافية-
التصنيفات
هل يطيح الذكاء الاصطناعي بـ 80 % من الوظائف في الأعوام المقبلة؟
رأى الباحث الأمريكي بن غورتزل، أن الذكاء الاصطناعي قد يكون بديلا من “80 في المائة من الوظائف” في الأعوام المقبلة، لكنه اعتبر أنه “أمر جيد”.
وأثار في مقابلة مع “فرانس برس” على هامش “قمة الويب”، ضجة هذا الأسبوع بعرضه الممرضة الآلية غرايس، المصممة للاعتناء بكبار السن في دور رعايتهم.
ويعود الفضل إلى غورتزل في ما يعرف بـ”الذكاء الاصطناعي العام” (AIG)، وهي تكنولوجيا رئيسة تتمتع بقدرات معرفية بشرية، وهي قابلة للتطوير “في غضون بضعة أعوام”، وهو أيضا وراء منصة “سنغولاريتي نت” المخصصة للتطوير اللامركزي والمفتوح للذكاء الاصطناعي.
ما الذي ينقص لتطوير نظام ذكاء اصطناعي يتمتع بقدرات معرفية بشرية؟
إذا كنا نريد آلات بذكاء البشر نفسه فعلا، وقادرة على الاستجابة سريعا لما هو غير متوقع، فينبغي أن تكون هذه الآلات قادرة على أن تفعل أكثر بكثير مما هي مبرمجة لأجله. لم نصل إلى هذا الحد بعد. لكن ثمة أسباب تحمل على الاعتقاد بأن حدوث ذلك ممكن، ليس بعد عقود، ولكن بعد أعوام فحسب”.
ما رأيك في الجدل في شأن “شات جي بي تي” ؟ هل ترى ضرورة تجميد الأبحاث 6 أشهر على ما يطالب به البعض؟
لا أعتقد أن المطلوب التوقف ستة أشهر، لأن هذا الذكاء الاصطناعي ليس خطيرا، لا قدرة لديه على التفكير المعقد المتعدد الخطوات، على ما يفعل العلماء، ولا على ابتكار أشياء جديدة خارج البيانات التي يتلقاها. لا يمكنه وضع خطط لكيفية التعامل مع مواقف جديدة، كجائحة كوفيد مثلا، ثمة من يدعو إلى وقف الأبحاث لأن هذا النوع من النظم يسهم في المعلومات المضللة. ولكن هل يعني ذلك أن من الضروري حظر الإنترنت؟ أعتقد أننا يجب أن نعيش في مجتمع حر، وكما لا ينبغي حظر الإنترنت، لا ينبغي حظر هذا “شات جي بي تي” أيضا.
هل يجدر بنا اعتبار حلول الذكاء الاصطناعي مكان بعض الوظائف خطرا؟
أعتقد أن الزمن سيتجاوز 80 في المائة من الوظائف التي يتولاها البشر في ظل النظم الجديدة من نوع “شات جي بي تي” المتوقع طرحها، لكنني لا أرى خطرا في ذلك، بل حسنة، إنه أمر جيد، سيجد الناس أشياء أفضل يقومون بها، من الممكن أتمتة كل المهام الإدارية تقريبا، وستتمثل المشكلة في المرحلة الانتقالية، عندما يبدأ الذكاء الاصطناعي في جعل الزمن يتجاوز الوظائف تباعا، لا أعرف كيف سنحل المشاكل الاجتماعية الناتجة من ذلك.
ما المساهمات التي يمكن أن تقدمها الروبوتات للمجتمع اليوم؟ وماذا يمكن أن تفعل في المستقبل بواسطة الذكاء الاصطناعي العام؟
يمكنها أن تفعل الكثير من الأشياء الجيدة، كالممرضة الآلية غرايس، ففي أمريكا، يشعر كثر من كبار السن بالوحدة في دور رعاية المسنين، إذ أن تلقيهم الطعام والرعاية الطبية وتمكنهم من مشاهدة التلفزيون لا يكفي ليوفر لهم ما يحتاجون إليه اجتماعيا وعاطفيا.
لكن اعتماد روبوتات شبيهة بالبشر في هذه المراكز للإجابة عن أسئلتهم، والاستماع إلى قصصهم، ومساعدتهم على الاتصال بأبنائهم أو إجراء عمليات شراء عبر الإنترنت، يسهم في تحسين حياتهم، وفي هذه الحالة، لا إلغاء لوظائف، إذ لا يوجد عدد كاف من المتقدمين للعمل في مجال التمريض، يمكن أن يكون التعليم أيضا مجالا مهما للروبوتات البشرية الشكل، وكذلك الأعمال المنزلية.
كيف يمكن تنظيم الذكاء الاصطناعي بحيث يكون له تأثير إيجابي في الناس؟
يجب أن تكون الحوكمة تشاركية، وإشراك السكان، بطريقة ما، وهذا ممكن تقنيا، المشكلة هي أن الشركات التي تمول معظم الأبحاث في الذكاء الاصطناعي لا تهتم بالصالح العام، ما تريده هو تحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح المالية للمساهمين فيها.