الصحيفة الإخبارية – Corporate Communications

اقتصادية ثقافية

أعلنت شركة “هواوي تكنولوجيز” (Huawei Technologies) عن أول انخفاض سنوي في أرباحها منذ أكثر من عقد، بعد سنوات من العقوبات الأميركية التي دمرت تقريباً فرعها للهواتف الذكية، وأجبرت شركة تصنيع معدات الاتصالات الصينية على زيادة الإنفاق على الأبحاث.

قالت الشركة، التي تتخذ من شينزين مقراً لها، إن صافي دخلها لعام 2022 انخفض 70% تقريباً إلى 35.6 مليار يوان (5.2 مليار دولار)، رغم عدم دقة المقارنة بالعام السابق الذي شهد مبيعات كبيرة لهواتف “هونر” (Honor) المحمولة الموجهة لفئة الشباب.

مع ذلك، أكدت شركة “هواوي” يوم الجمعة أنها ضخت 25.1% من عائداتها البالغة 642.3 مليار يوان في الأبحاث، ما يُعتبر من بين أعلى النسب في صناعة التكنولوجيا العالمية، ويعكس النية المستمرة لشركة صناعة المعدات الصينية لتطوير بدائل للمكونات والبرامج الأميركية التي لم يعد بإمكانها الوصول إليها.

التركيز على البحث والتطوير
تحاول “هواوي” فتح أسواق وأعمال جديدة بعد أن أضرت قيود تصدير التكنولوجيا الأميركية بأعمالها في مجال الهواتف الذكية –التي كانت لفترة وجيزة الأكبر في العالم- وفرضت قيوداً على بيع المعدات المتطورة إليها في الأسواق المتقدمة. انضمت المديرة المالية منغ وانزو -ابنة مؤسس “هواوي” رن تشنغ فاي- إلى المديرين التنفيذيين الآخرين يوم الجمعة في التأكيد على عزم الشركة لمواصلة البحث عن طرق لتجاوز حظر التكنولوجيا الأميركية الحيوية.

يعكس هذا الجهد دعوات الرئيس الصيني شي جين بينغ لتكثيف تطوير التكنولوجيا الصينية الخاصة مع تصاعد السباق مع الولايات المتحدة. إذ يُقال إن إدارة بايدن تدرس جولة جديدة من العقوبات ضد “هواوي”، ستحظر جميع المبيعات إلى الشركة الصينية.

واشنطن تدرس عزل “هواوي” تماماً عن الموردين الأميركيين

بدوره صرح إريك شو، الرئيس الحالي بالتناوب، في بيان: “سيكون عام 2023 حاسماً للبقاء والتنمية المستدامين لشركة (هواوي)… تميل أزهار البرقوق إلى النمو بشكل أجمل بعد فصل شتاء قاس. اليوم، (هواوي) أشبه بزهرة البرقوق”.

قيادة جماعية
ستقع مسؤولية قيادة هذا الجهد على عاتق منغ في معظم عام 2023. التي من المقرر أن تنضم إلى قائمة رؤساء الشركة المتناوبين في أبريل، وهو دور مدته ستة أشهر سيسمح لها بالإشراف على عمليات “هواوي” لأول مرة. لم يعلن رين -الذي سيبلغ 79 عاماً في أكتوبر- عن خطته للخلافة. يوم الجمعة، رفضت منغ سؤالاً حول الخطط لفترة ما بعد توليها منصبها الجديد، قائلة إن شركة “هواوي” تُدار دائماً من قبل “قيادة جماعية”.

صرحت منغ للصحفيين الذين اجتمعوا في مقر “هواوي” المحاط بالأشجار في شينزين لحضور إحاطة سنوية: “لن تربط الشركة مصيرها بأي فرد… لدينا التزام واضح بهذه القاعدة”.

نادراً ما تحضر منغ المناسبات العامة منذ عودتها الشهيرة من كندا في عام 2021. بعد أن أمضت السيدة البالغة من العمر 51 عاماً نحو ثلاث سنوات تحت الإقامة الجبرية في فانكوفر حيث كانت تحارب ضد طلب تسليمها إلى الولايات المتحدة بتهم الاحتيال. نفت منغ ارتكاب أي مخالفات واتهمت الولايات المتحدة بتجاوز حدودها.

استكشاف البدائل
تعمل شركتها الآن على تطوير قدراتها في مجال أشباه الموصلات، من تكنولوجيا الطباعة الحجرية الضوئية إلى البرمجيات، للالتفاف على وضعها في القائمة السوداء للولايات المتحدة. بدوره قال شو في حديث له مؤخراً إن الشركة طورت برنامج تصميم الرقائق الخاص بها، المعروف باسم أدوات “إي دي أيه” (EDA)، الذي يصنع 14 شريحة نانومترية. يُذكر أن الشركتين الأميركيتين “كادنس ديزاين سيستمز إنك”، و”سينوبسيس إنك” هما اللاعبتان الرئيسيتان في هذه الصناعة.

ارتفعت عائدات نشاط الاتصالات، التي تشمل مبيعات معدات الجيل الخامس المتطورة لشبكات الهاتف المحمول، بشكل طفيف إلى 284 مليار يوان. وضعت شركات الاتصالات المملوكة للدولة في الصين مشاريع جريئة لبناء شبكات الجيل الخامس (5G) في العام الماضي على الرغم من الإغلاق بسبب “كوفيد”. أظهرت بيانات حكومية أن الدولة أضافت نحو 900 ألف محطة قاعدية من شبكات الجيل الخامس في عام 2022.

التأخر عن المنافسين
كان قسم السلع الاستهلاكية هو الأكثر تضرراً بالنسبة لـ”هواوي” بعد عقوبات 2019 التي حرمتها من الوصول إلى شرائح الهواتف الذكية الأساسية من شركة “كوالكوم إنك”، و”مايكرون تكنولوجي إنك”. لكن “هواوي” خزّنت المكونات، وتمكنت من صنع هواتف الجيل الرابع (4G) بعد نفاد رقائق الجيل الخامس. رغم ذلك، تراجعت الشحنات في نهاية المطاف، ما يمثل انتكاسة كبيرة لشركة تنافست ذات مرة مع “أبل”، و”سامسونغ” على الريادة في السوق.

منذ ذلك الحين، حولت “هواوي” تركيزها إلى المركبات الكهربائية والأعمال التجارية المؤسسية على أمل تعزيز النمو. إذ باعت معدات الشبكات وبرامج التحكم عن بعد التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لمناجم الفحم، والموانئ البحرية، والمجمعات العلمية في جميع أنحاء الصين. وتعاونت مع شركات صناعة السيارات لتطوير برنامج قمرة القيادة يعمل بنظام تشغيل داخلي، ما يجعلها واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في سوق السيارات الكهربائية المزدحمة بالفعل. بدأت “هواوي” أيضاً في تحصيل رسوم من العلامات التجارية العالمية للهواتف الذكية، وهي طريقة أخرى لزيادة الدخل.