الصحيفة الإخبارية – Corporate Communications
اقتصادية ثقافية-
التصنيفات
91 % من المستهلكين في الشرق الأوسط يتسوقون إلكترونيا
أدت فترة جائحة كوفيد – 19 إلى تسريع تحول المجتمع، حيث أصبح التسوق عبر الإنترنت أمرا طبيعيا للأغلبية الكبرى من المستخدمين، الأمر الذي يعكس النمو الواضح للإنفاق المتزايد للمستهلكين عبر التجارة الإلكترونية، حيث يضمن وجود مستهلكين متمرسين رقميا والثقة المتزايدة بالمدفوعات عبر الإنترنت من قبل المتسوقين إلى جانب قطاع التجزئة الناضج، استمرار نمو القطاع على المدى الطويل.
وفي الأعوام الثلاثة الماضية، شهدت التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نموا أسرع من أي منطقة أخرى حول العالم، حيث انتقل ما يقدر بنحو 209 ملايين مستهلك إلى التسوق عبر الإنترنت خلال ذروة انتشار الجائحة، ومع انتهاء عمليات الإغلاق التي فرضتها الجائحة، يستمر عدد مستخدمي التجارة الإلكترونية في المنطقة في الازدياد، حيث تشير نتائج التقرير السنوي الثالث لشركة شيك أوت حول التحول الرقمي في المنطقة إلى أن المستهلكين في المنطقة باتوا يقضون مزيدا من الوقت على أجهزتهم الرقمية، وبالتالي فهم ينفقون مزيدا من المال عبر الإنترنت. وبحسب التقرير، فإن 91 في المائة من المستهلكين في المنطقة يتسوقون باستخدام التجارة الإلكترونية، وهو زيادة على 87 في المائة تسوقت باستخدام التجارة الإلكترونية العام الماضي، يأتي هذا كدليل على استمرار طلب المستهلك على المرونة والراحة في التسوق عبر الإنترنت.
كما أشار أكثر من نصف المشاركين في الدراسة من سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تبلغ نسبتهم 52 في المائة إلى ارتفاع وتيرة تسوقهم هذا العام مقارنة بـ47 في المائة في العام الماضي، ومن المتوقع أن تستمر هذه التوجهات الإيجابية، حيث قال 88 في المائة من المستهلكين في المنطقة “إنهم سيحافظون أو يزيدون من مستوى إنفاقهم الحالي على التجارة الإلكترونية في العام المقبل”، وبالتوازي مع ذلك، ومع ازدهار الاقتصاد الإقليمي وتراجع الجائحة، نرى زيادة في إنفاق المستهلكين المال عبر الإنترنت ضمن فئات مثل السفر، والسياحة، والفعاليات، والترفيه، إلا أن القطاع الأكثر شعبية لا يزال قطاع الأطعمة الجاهزة، الذي حصد 45 في المائة.
يستمر إقبال المستهلكين على وسائل الدفع الرقمية في الارتفاع، ما يحافظ على التوجهات التي كانت سائدة 2021، ويشير التقرير إلى أن 70 في المائة من المستهلكين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا اختاروا إحدى طرق الدفع الرقمية كخيارهم المفضل، لترتفع أفضلية هذه الخيارات من 60 في المائة في 2021 و40 في المائة في 2020، وهي زيادة تقدر بـ75 في المائة خلال 24 شهرا، وهذه الأرقام أعلى من ذلك في دول مجلس التعاون الخليجي التي تتمتع بانتشار رقمي أعلى بكثير، حيث يفضل 80 في المائة من المستهلكين في هذه المنطقة طرق الدفع الرقمية.
تعكس هذه النتائج الارتفاع الكبير في استخدام تطبيقات الدفع والمحافظ الرقمية في المنطقة، حيث أفاد 82 في المائة من المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا باستخدامهم شكلا من أشكال تطبيقات التكنولوجيا المالية في 2022، لترتفع هذه النسبة من 76 في المائة في 2021، وعلى العكس من ذلك، انخفض استخدام طرق الدفع النقدي عند التسليم بشكل كبير في المنطقة بنسبة 40 في المائة تقريبا في الأشهر الـ24 الماضية.
وتوضح النتائج ارتفاعا مستمرا في اعتماد المحافظ الرقمية كوسيلة للدفع، حيث شهد خيار الدفع هذا زيادة وصلت إلى 6 في المائة في 24 شهرا. وفي دول مثل السعودية ومصر وقطر شهدت شعبية المحافظ الرقمية زيادة بنسبة الضعف، وفي المقابل انخفضت شعبية خدمة “الدفع عند الاستلام” في المنطقة بنحو 40 في المائة خلال الـ24 شهرا الماضية.
ويتمثل التطور المتزايد لمشهد التجارة الإلكترونية في المنطقة في الإقبال المستمر على خيار “الشراء الآن والدفع لاحقا”، حيث استخدم نحو نصف المستهلكين في أسواق مثل المملكة والإمارات هذا الخيار هذا العام، أما في عموم منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فقد استخدم 39 في المائة من المستهلكين هذا خيارا خلال العام الجاري، لترتفع هذه النسبة من 24 في المائة في 2021، وهذا يمثل نموا نسبته 64 في المائة على أساس سنوي، إلى جانب ذلك، يعتزم 28 في المائة من المستهلكين الذين لم يستخدموا خيار “الشراء الآن والدفع لاحقا” استخدامه خلال الـ12 شهرا المقبلة، ما يعني أن ما يصل إلى 67 في المائة من المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد يستخدمون هذا الخيار في 2023.
إلى جانب ذلك، ومع زيادة متوسط الوقت الذي يقضيه الأفراد على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل يومي، فليس من المستغرب أن 20 في المائة من المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يتسوقون الآن بشكل متكرر عبر قنوات التواصل الاجتماعي، وهو ما يمثل نموا بنسبة 43 في المائة في الـ 24 شهرا الماضية، ويشير التقرير أيضا إلى أن تفضيل التجارة على مواقع التواصل الاجتماعي يزيد على الضعف في المملكة والإمارات العربية المتحدة.